فلسطين المنكوبة

عندي الكثير  الكثير مما أود كتابته لشعب فلسطين , اليوم ذكرى  نكبة فلسطين ( 1948 ) , 63 عاما مرت علي هذا الشعب وقد إستحلت أرضه وشرد شعبه ونهبت ثرواته فى أكبر عملية تزوير تاريخية وجغرافية بالعصر الحديث , لقد قامت العصابات الصهيونية بإحتلال فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية , بغطاء بريطاني أمريكي وبمساعدة غير مباشرة من الأمم المتحدة , وكرسوا هذا الإحتلال  الطويل لأحد أهم مقدسات المسلمين وزرعوا كيانا غريبا وعنصريا  فى قلب العالم الإسلامي ودعموه عسكريا إقتصاديا الى يومنا هذا .

النكبة كانت حرب 48 , إحتلت أراضي فلسطينية غالبيتها تقع على البحر المتوسط , ثم فى عام 1967 كانت النكسة عندما قامت إسرائيل بإحتلال الضفة الغربية والقدس وغزة والجولان وسيناء فى 6 أيام فقط , ثم حرب 1973 عندما حاول المقبور أنور السادات إرجاع سيناء فلم يستطع وبعدها أبرم إتفاق كامب ديفيد مع الرئيس الإسرائيلي مناحيم بيجن  ليرجع سيناء مقابل التطبيع الكامل , ثم إحتلت إسرائيل جنوب لبنان فى عام 1982 , وأعتدت على لبنان في  1993 , و1996 , و2006 , ثم حرب غزة 2009 .

تاريخ إسرائيل  مليئ بالقتل , وإستخدام الأسلحة المحرمة دوليا  , وإنتهاك حقوق الأسرى والإعتقال الممنهج وخصوصا للسياسيين  , نظام عنصري هو الوحيد بالعالم الذي يبني جدار إسمنتي ليقطع القرى  والمساكن  والمزارع  عن بعضها البعض , ومصادرة الأراضي والأرزاق وهدم المنازل وسرقة الحقوق المدنية بل حتي التاريخية والدينية .

لم يظلم الفلسطينيون من العالم الغربي فحسب , بل ظلموا من بعض الأنظمة العربية , ولعل ظلم ذوي القربي أشد مرارة وقسوة . 

من وجهة نظري الشخصية , أي زعيم أو قائد سعي لمد يد السلام مع المعتدي الإسرائيلي هو خائن لأمته وشعبه قبل أن يكون خائن لنفسة , أنور السادات , الملك حسين , حسني مبارك , الملك عبدالله بن الحسين , ياسر عرفات , وأبومازن وغيرهم  ,  فمؤتمر مدريد وما قبله وما بعده هو مؤتمر رسمي للإستسلام , وإتفاقيات السلام جميعها بلا إستثناء تخدم إسرائيل والنظام العربي العميل فقط  وتضر بالدرجة الأولي الشعب الفلسطيني .

على مدى أكثر من 60 عاما ظل النفس المقاوم والرافض للإحتلال , على الر غم من قلة الإمكانات وكثرة الخيانات والجواسيس ووقوف الظروف ضدهم  إلا أنهم ثبتوا بقوة وحققوا ما يمكن تحقيقه ولو كان قليلا , شكرا لكم أيها المقاومون أيا كان مكانكم في فلسطين أو  لبنان أو  مصر أو  سوريا , وأيا كان دينكم مسلمين أو مسيحيين أو حتي مذهبكم أو تياركم .  

أنا متفائل , فمنذ عام 2000 وإسرائيل فى تراجع وإنهزامات متتالية :

2000 تحرير الجنوب اللبناني بدون إتفاق سلام

2001 إنتفاضة الأقصي ( خسارة إقتصادية كبيرة لإسرائيل ) 

2004 تحرير الأسري اللبنانيين وبشروط أحادية لصالح لبنان

2005 فوز حماس وتحالف فصائل المقاومة الفلسطينية فى الإنتخابات

2006 صمود المقاومة اللبنانية وإسرائيل لم تحقق أهدافها من هذه الحرب

2009 صمود غير متوقع رغم الحرب القاسية على غزة

2011 سقوط النظام المصري , وعودة مصر الى النفس العروبي . 

التحرك بطيئ  , ولكنه فى تصاعد , وكأنه تسخين لأمر كبير سيحدث  , والغضب يتجمع كالبركان الذي سوف يتفجر , ومازلت بإنتظار هذا الشعار  ( الشعب يريد تحرير فلسطين )