القاعدة بدون بن لادن

من أكثر الشخصيات جدلا بالعصر الحديث , أسامة بن لادن , سعودي من أصل يمني , أبن رجل الأعمال المشهور محمد بن لادن الذي يحظي بعلاقة قوية مع الأسرة الحاكمة بالسعودية , ورث عن والده ما يقارب 300 مليون دولار , وحاصل على بكالوريوس بالإقتصاد , ترتيبه 17 من أصل 52 أخ وأخت .

بالثمانينات , كان من طليعة المجاهدين العرب ضد الإحتلال السوفييتي وحظي بدعم كبير من قبل الولايات المتحدة فى تلك السنوات , وبنفس الوقت كان ينتقد الملك فهد بن عبدالعزيز بسبب تواجد القوات الأمريكية وفساد الاسرة الحاكمة  بداخل السعودية . 

كان يعارض خصومة لدرجة التكفير , حتي لو كانوا من نفس التيار ( السلفي ) الذي ينتمي له , حتى بن باز وبن عثيمين لم يسلموا منه , وأعتبر ولاة الأمر بالسعودية أهم خصومة , لقد عانت السعودية منه كثيرا  , ناهيك عن تكفير جميع الخصوم , شيعة صوفيون , وأي تيار أو فرقة أو مذهب يعارض تياره , من بعض نظرياته أو إعتقاداته بأن تطهير الأمة الإسلامية من الإختلاف الداخلي واجب  لايقل أهمية عن محاربة أمريكا وإسرائيل , لم تتسم دعوته بالسلمية بقدر ماكانت تحتوي على العنف .


نفر منه الكثيرون , بل أعتقد غير المسلمين بأن إرهاب وممارسات بن لادن كانت تمثل الإسلام  ,  طريقته  التي لم تكن تفرق بين عسكري ومدني , صغير أو كبير , فجعل كل شيئ أمامه  ساحة حرب مستباحة , فأستخدم أتباعه نحر الرؤوس  , وسعي للحصول على السلاح الكيماوي ولكنه لم يستطع  .   

أسس القاعدة 1987 والذي جمع من خلاله المقاتلين العرب بأفغانستان ,بارك قتل الكثير من المسلمين تحت إسم الجهاد  , قتل مدنيين ودور عبادة وكنائس , وعملياته بالعراق والسعودية والمغرب العربي وتركيا وأفغانستان وباكستان ,  تنظيمه حمل صبغة دينية متطرفه وإنضم إليه الكثير من الأفراد  حتى من الأوربيين والأمريكيين .

11 سبتمبر , صدمة من العيار الثقيل , كانت بمثابة صفعة للولايات المتحدة الأمريكية , أقوي دولة بالعالم , كسرت هيبة أمريكا العسكرية بضربها البنتاغون , وهيبتها الإقتصادية بضرب برجين مركز التجارة العالمي , وهيبتها لإستخباراتية بفشلها فى كشف العملية , وقبلها المدمرة الأمريكية ( كول ) أمام السواحل اليمنية , وتفجير سفارتي أمريكا فى نيروبي ودار السلام .  

من أشهر مقالاته التي قرأتها عنه , بأنه يسعي للحصول على هدفين رئيسيين ويحقق الخلافة الإسلامية بالعصر الحديث , وهما النووي الباكستاني والنفط السعودي .


أعتقد بأن الظواهري سيكون هو القائد الجديد لتنظيم القاعدة فهو الرجل الثاني وهو يملك كل أسرار التنظيم  , ولاننسى أهم أعوانه السابقين وهو الزر قاوي الذي قتل فى العراق على يد القوات الأمريكية .

ظل متخفيا بوزيرإستان 10 سنوات  , وهي منطقة جبلية وعرة  يصعب الوصول إليها وتخضع تحت نفوذ القبائل بين أفغانستان وباكستان , وبإعتقادي أن السبب التكتيكي لإغتياله هو خروجه  من حصنه الحصين , قتل اسامة بن لادن اليوم خلال عملية دهم دامت 40 دقيقة شارك بها حوالي 25 جندي من القوات الخاصة الامريكية  على مجمع كان يختبيء  به  بباكستان ,  وقد قتل برصاصة في رأسه بعد معركة و قتل ايضا احد ابناؤه البالغين وعدة عناصر للقاعدة .