بيني وبين حسن جوهر

نموذج مثالي رائع للمواطن الكويتي , يكاد أن يحظي بإجماع وطني من قبل جميع أفراد المجتمع الكويتي , دكتور العلوم السياسية الذي درس السياسة فى جامعة فلوريدا , ودرس الطلبة السياسة بجامعة الكويت , ومارس السياسة بمجلس الأمة , أجمل وصف يليق به هو النائب النظيف .

  نجح  بالإنتخابات 6 مرات متتالية , كان في محل إجتماع من قبل التيارات السياسية ( الشيعية ) المختلفة والتي من الصعب أن تتفق فى دوائرها , وكان له نصيب من أصوات ( السنة  والقبائل ) وهذا نادرا ما تراه خصوصا فى هذه الأيام وقد تحقق في ظاهرة حسن جوهر .

أدائه بمجلس الأمة هو أداء نائب يمثل الأمة بحق , محارب للواسطة ضد الفوضى مجتهد بعمله مكافح من أجل الإصلاح  , لايمكن أن تدينه بمخالفه واحده فقط , يساعد الناس بقدر ما يستطيع وفي ديوانه الأسبوعي ترى مختلف إنتماءات المواطنين . 

ليس  قرابتي ومعرفتي بالدكتور حسن جوهر سببا فى التعاطف معه والأعجاب به  ولكنني أحاول أن كون منطقيا وحياديا  في كتابة هذا المقال و توجيه النقد البناء , بومهدي أعرفه قبل سنة 1996  أي قبل أن يكون عضوا , ولي معه أكثر من جلسة  وموقف وحديث وبعض الذكريات والصور فى ألبومي الشخصي , لتعرف حسن جوهر إليك هذان الموقفان :

 

فى حج  2004 , من بين هذه الملايين فى يوم عرفة رأيت شخصا يسير وحيدا ومعه حقيبة صغيرة , ثم هم بالصعود فى سيارة ( هاف لوري مكشوف ) بدون أي مرافقين أو مساعدة وبدون خدمات حملة , كنت (مشبه ) عليه ولكن بعد الإقتراب منه إتضح لي إنه حسن جوهر , وكان حجه حج ( الرصيف ) وهو عضو مجلس أمة , ولي تصوير فيديو يوثق هذه الحادثة . 

فى مستشفي مبارك  عام 1999, رأيته بالصدفة يقف بالدور مع المواطنين والوافدين وهو عضو يتنظر دوره ليأخذ ورقة دخول لمراجعة طبيب الحوادث , والمريض ليس هو أو أحد أفراد أسرته , المريضة هي الشغالة العاملة عنده بالمنزل ود حسن جوهر عضو مجلس الأمة  بنفسه يقوم بالمهمة , عرضت عليه المساعدة ولكنه رفض .

من مثل حسن جوهر من نوابنا  ووزراءنا ومسؤولينا القياديين !!!

فى قضية التأبين , لم ينجرف كما إنجرف غالبية النواب مع إعلام الوطن , موقفه مشرف وبقي صامدا رافضا لما تعرض له النواب المؤبنين وبعض المواطنين من طعن وتخوين وشتائم وإتهامات لاحدود لها ومطالبات قبيحة . 

تصويت إستجواب ديوان الحربش , ونعم الموقف , لا لحكومة تضرب المواطنين كما حدث للدكتور عبيد الوسمي , لا لحكومة خالفت القانون وتعسفت لتطبيقه  (قانون التجمعات ) , لقد واجه سيد عدنان وسيد يوسف زلزلة ضغوط كبيرة بسبب موقفهم من ذلك الإستجواب , ودحسن جوهر يومها طلع باون , وذكرت وقتها بتدويني بأنها ضربة معلم .

 

التصويت الأخير

لأول مرة أقول لك يا دكتور حسن ( لأ )  , ماذا يعني الإمتناع , فكان تصريحك بتوتير ( لم أتردد فى وصف الإستجواب بالهزيل والضعيف فى مادته والطائفي فى صبغته ولكن لن أمنح صك الولاء لحكومة انتشر الفساد فى أحضانها ويئسنا من إصلاحها )

   نعم يا دكتور , غالبية المواطنين غير راضين علي أداء الحكومة وإنجازاتها المتواضعة وأنا منهم , ولكن لنفصل الإستجواب عن هذه الحكومة  فالتصويت على موضوع الإستجواب أي على مادته المعروضة أمامك , كما المثال الذي ذكره  الزميل  محمد اليوسفي :  إستجواب الشيكات يجب أن يكون فى موضوع الشيكات وليس محطة مشرف !!

 حتما ويقينا ...  أنت يا دكتور حسن غير راضي وضد الإستجواب ومحاوره , فالتصويت كان لمحاور الإستجواب الأربعة وليس لأداء الحكومة التي عششت بها الفساد , هذا موضوع وذاك موضوع , وأسألك أيضا هل النواب الثلاثة الذين قدموا الإستجواب ليسوا طائفيين ولم يتعرضوا لشريحة كبيرة من المواطنين الكويتيين ؟؟ أعرف إجابتك بدون أن تقولها  . 

   

 لنعكس الموضوع وهو  كالتالي :  لنفرض أن الكويت أرسلت قوات للبحرين وجرى مثلا إشتباك بين المواطنين البحرينيين والقوة العسكرية الكويتية ونتج عن ذلك ضحايا  بين الطرفين  وقدم أحد النواب  إستجواب لرئيس الحكومة لهذا السبب وقتها هل ستمتنع أيضا لأنها حكومة سيئة ؟؟؟ أم ستمنع الثقة عن رئيسها ؟؟؟ أم سيكون لك موقف آخر ؟؟؟ إنشا لله تكون الفكرة واضحة . 

توضيح رقم 1

السعودية المملكة الجارة الشقيقة , هي عمقنا الإستراتيجي , ليس هناك من كويتي ينكر دورها بالتحرير والتاريخ المشترك بيننا طويل وعميق  , أمن السعودية من أمن الكويت والعكس صحيح , ولكن لانقحم أنفسنا فى التعقيدات المفصلة  التابعة لأجندة اليمين واليسار , نحن نختلف ببعض التفاصيل الإجتماعية والسياسية كالحريات والدستور وغيرها الكثير , لاأحد يقبل التدخل بشؤون الآخر , نحن مجتمعين شقيقين ولكننا نختلف بالتفاصيل . 

توضيح رقم 2

نعم لترحل هذه الحكومة وليرحل هذا الرئيس , ولكن رحيلها  لايكون عن طريق إستجواب طائفي كهذا , لتسقط بإستجواب مستحق  , فالبعض يظن بأن من وقف مع الحكومة فى هذا الإستجواب هو دعما للحكومة وهذا غير صحيح , فالفرق كبير .

يبقي أن أقول , بأنني فخور بالدكتور حسن جوهر , وفخور بصوتي الذي منحته له , وحتي إذا قرر النزول مجددا فسأعطيه صوتي , إختلافي مع الدكتور هو بمثابة عتاب مع شخص أحبه ,  ومن تلميذ لأستاذه ومن مواطن يرى بومهدي  مثال وطني  يحتذي به .