أنت شنو أصلك ??

من منا لم يتعرض  لهذا السؤال ؟؟

أو بصيغ أخري مثل .....  أنت أصلك شنو ؟؟ إنتوا من وين يايين ؟؟  طرح مثل هذا السؤال بعد 49 عاما من الإستقلال وتأسيس الدولة يعد فشل ذريع لمفهوم  تكريس الوطنية بالكويت .

لا شك إنها نوع من أنواع التعبير عن العنصرية

العنصرية هي ان تعامل غيرك بدونيه  وتمييز بحيث تفرق بينه وبين غيره في المعاملة او الاختيار للوظيفة اما على اساس اللون او العرق او الجنس او الدين .

 العنصرية بالكويت وصلت حتي بدرجات الجنسية وليست فقط بالأصول  , على الرغم من إن جنسيتي الأولي وبالتأسيس إلا أن موضوع تسمية الجنسيات ( بالتجنيس بالتأسيس , سابعة وثانية وثامنة ) جعلت من العنصرية حتى فى الإنتساب للوطن  أمر متجذر تتناقله الأجيال جيل بعد جيل ناهيك عن العنصرية فى الأمور الأخري كالدين والمذهب وغيرهم .

ولو نلقي نظرة سريعة على أصول وأعراق المجتمع الكويتي وبإختصار شديد

الحضر السنة

عوائل من أصول قبائل متحضرة

القناعات والزبارة والنيادة

الكنادرة العوضية القابندي الحمادية

الحضر الشيعة

أصول إيرانية (غالبيه)
 بحرينية سعودية عراقية 

البدو

قبائل شمالية الشمر الظفير العنوز وغيرهم

قبائل جنوبية العوازم العجمان المطران العتبان الرشايدة وغيرهم

نري إن الأصول الكويتية تقع فى داخل مثلث السعودية العراق إيران , تنوع جميل يثري الحالة الثقافية والحضارية ( خلطه مميزة بين سنة وشيعة وحضر وبدو ) وكل فئه لها دورها المميز فى بناء هذا الوطن وبدون المزايدة بين بعضها البعض .

عجبتني جملة كتبت فى مدونة الزميل الحلم الجميل مفادها  ( اللي يتكلم عن الأصل قليل أصل ) , نعم   هو مظهر من مظاهر النقص الموجود بوضوح  عند البعض , نتيجة ذلك ....  إتهامات بالتخوين والولاء للخارج والإزدواجية وأسباب أخري لا أريد التطرق إليها .    

لا يستطيع الإنسان أو المواطن أن ينسلخ من جذوره , ليس فقط بالكويت بل  حتى فى العالم , ( أوباما وهو رئيس أقوي دولة بالعالم يفتخر بأصوله الأفريقية ولكنه مواطن أمريكي )  ,  فالدول والشعوب عبارة عن هجرات وثقافات متعدده والجميع يفتخر بأصله وفصله وهذا حق مشروع , ليست هذه المشكلة  !!! 

  المشكلة بالقذف والتخوين والعيمي ولائه لإيران والمزدوج ولائه للسعودية  وهم أول الناس هروبا بالغزو , واللى من أصول عراقية تعاطفوا مع الغازي عندما غزا الكويت  , ومثل تلك العبارات السخيفة بل أكثر .

هذا الشعور والتصرف لم يأتي من فراغ , لاشك أن الأحداث السياسية  وتعامل الحكومات الخاطئ مع مفهوم الوطنية ( بالتربية والممارسة السياسية ) هما أبرز سببان من ضمن مجموعة أسباب نتج عنها مجتمع مليئ بالتخوين ( والمعاير ) بين فئات وأفراد الوطن الواحد .

كما أن للحكومات ( السابقة والحالية ) دور واضح فى إستخدام وممارسة  مبدأ التفرقة وتقوية جناح على آخر , الشواهد فى هذه الجزئية كثيرة , والنتائج هي السيطره وتمرير ( الصفقات المشبوهة ) ولك فى المجلس الوطني عام 1990 أحد تلك الصفقات , وفي كل عقد ( السبعينات الثمانينات التسعينات ) هناك قصة من هذا القبيل .

لا يوجد لهذه المشكلة حل سحري يمحي الاثر العنصري بين المواطنين نهائيا  , ولكن الحل فى تخفيف هذا التمييز العنصري  بينهم وجعل المواطنة ( كويتي ) هي الأساس  , والسؤال هو هل نحتاج الى هيئة أو مشروع وطني أو قانون  لمكافحة التمييز العنصري الآخذ بالإزدياد  بين المواطنين ؟؟ 

 الظواهر السلبية هي ليست ظواهر الشذوذ والأخلاق والشيشة  فقط , إنما دعم المواطنة  ,  مكافحة التمييز العنصري هو من أهم ما يجب أن تتعامل معه هذه اللجنة بمجلس الأمة كظاهرة سلبية .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ