مجلس التعاون الملكي العربي الخليجي

 طلب إنضمام المغرب والأردن لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي  أخذ صداه القوي يوم أمس , فى هذا الوقت بالذات باتت الخطوات السياسية دقيقة ومحسوبة من قبل الجميع وما من قرار سياسي يتخذ إلا وله أسباب ومسببات وتوابع , وعن هذا الموضوع دونت ملاحظاتي على النحو التالي :

 1 الملاحظ هو إنضمام مملكتين ( الأردن والمغرب ) الى جانب مملكة البحرين والعربية السعودية , أيضا يوجد سلطنة يحكمها سلطان , ودولتين على هيئة إمارة يحكمها أمير ( الكويت وقطر ) , لعل الكثير تسائل , لما ذا لم تكن الجزائر أو لبنان أو جزر القمر أو جيبوتي ؟؟

2 البعض يرى إنه إختراق إجتماعي وسياسي وإقتصادي  لمنظومة دول مجلس التعاون , أتذكر مادة الإجتماعيات فى الصف الرابع المتوسط أو الأول الثانوي وسؤال المدرس علل :  لماذا لم يدخل العراق ضمن دول مجلس التعاون ؟؟  وكانت الإجابات بسبب الإختلاف الإجتماعي والسكاني والإقتصادي فدول الخليج أقرب الى بعضها البعض وتتشابه فى معظم المعطيات الى حد كبير .

3 كيف سيكون مستقبل درع الجزيرة ؟؟ هل سيتحول الى درع العرب ؟؟ وللعلم بأن المغرب ثالث أقوي دولة عربية بالناحية العسكرية حاليا  بعد مصر وسوريا حسب أحد الإحصائيات . 

4 هل هو مشروع مضاد للمشروع الإيراني وخصوصا بعد سقوط النظام المصري وهو الحليف الأبرز للسعودية , فمثلث تيار الإعتدال المكون من الأردن ومصر والسعودية فقد ضلع مهم به , وقد تكون هذه خطوه للتعويض .

5 دور الجامعة العربية أصبح ضعيفا وعلى الهامش  , وكأن العرب فى طور التشكل المستقبلي الى 3 تجمعات كبيرة
 الأول الممانعة ودعم المقاومة بزعامة إيرانية وتحالف سوريا معها والعين على مصر .
 والثاني  مجلس التعاون الخليجي , وهو فى حالة طموح بإتجاه إتحاد فيدرالي أو زيادة عدد الأعضاء . 
 والثالث الجامعة العربية فى مرحلة بعد  مصر الثورة .

6 ستكون مقارنة ظالمة إذا قارنا دول الإتحاد الأوربي مع مجلس التعاون الخليجي في كيفية التعامل بين الحكومات والشعوب فى قضايا الوحدة  , فلا ننسى بأننا نعيش بالشرق الأوسط .

 بعض الدول التي دخلت الإتحاد الأوربي كانت عالة عليهم بالإقتصاد ومشاكل المهاجرون غير الشرعيون وغيرها من المشاكل كما حدث مع اليونان وبولندا , ولا ننسى أيضا رفض الإتحاد الأوربي إنضمام تركيا على الرغم من توفير كل الشروط لأسباب تتعلق بخصوصية القارة .

الخلاصة : المنطقة فى مرحلة إعادة تشكيل , فهناك دول تسعي شعوبها تغيير النظام عن طريق الثورات ( سوريا اليمن ليبيا تونس  مصر ) , ودول تسعي للمحافظة على نظامها , ومجموعة دول ترى من الممانعة والمقاومة طريقا لسياساتها وبإتجاه المزيد من النفوذ وكسب عناصر القوة , كل هذا يحدث تحت رقابة أمريكية حثيثة , أعتقد بأن السنتين القادمتين ستحمل الكثير .