رحيلك ضرورة ولكن ليس الآن !!!ا

الرجاء تناول حبة " بنادول " قبل الشروع في قراءة الموضوع ..

نعم رحيلك ضرورة ولكن ليس الآن ..... وجودك خطأ ولكن رحيلك خطأ أكبر , فإن رحيلك بهذه الظروف الحالية  تعني انتصارًا للفوضى والتعدى على الدستور والقانون  أكثر مما هو منتهك ومعتدي عليه من قبل الحكومة وأنت رئيسها , رحيلك الآن هو جائزة قيمة يحلم بها العنصريون والفوضويون والمتناقضون  ومن يتخذ مبدأ اليد والقوة وكأننا لانعيش بدولة مؤسسات ونحترم القانون .

 إبتداءًا لابد من تبيين التالي حتى لايُساء فهمي :
أنا لست سلبيًا ولا أدعو لذلك  , لا أقلل من شأن الحركات الشبابية فأنا واحد منهم , لست مؤيدًا أو متعاطفاً مع الحكومة وبنفس الوقت لست مع المعارضة بصورتها الحالية وتيارها ونوابها ..... لست ممن يؤيد مقولة وجود تدخل خارجي سعودي أو قطري فى الداخل الكويتي .... لست ممن يتحدث عن انقلاب وشيك للقبائل على أسرة الحكم .

في كل مرة تقوم الحكومة بالمراوغة والعبث بمواد الدستور وآخرها سحب الإستجواب بطريقة غريبة وغير مشروعة قانوناً ودستوراً  ..... وفي كل مرة يكون هناك تجمع بساحة الإرادة ومع نفس الوجوه مع حفلة منوعة للشتائم بمن يخالفهم ... ولكن فى هذه المرة تطور الوضع  فاقتحموا بيت الشعب وهو ملكا للشعب كله ... وفي وجود تساهل أمني واضح لهم ... لا أدري هل كان هذا التساهل تعاطفا أو فخا لجرهم الى هذا الخطأ ؟؟؟


 ولعل أغرب تبرير سمعته هو ذكر حادثة الدكتور أحمد الربعي ومحاولته تفجير مجلس الأمة بالستينات !!!!  فهذا بحث آخر يحتاج الى تفصيل ولاتصح المقارنة بين الحالتين إطلاقا حيث أن الظروف والمعطيات تختلف وإن كنت لا أدافع عن هذه الفعلة .

لمن لا يعرف حكومتنا غير الرشيدة أذكره فقط
منذ 5 سنوات تقريباً .... والحكومة فى حالة ضعف وكأنه انتحار بطيئ , وباستعراض سريع  أذكر لك .... فساد متنوع إداري ومالي , جويهل , قانون التجمعات وديوان الحربش , إضرابات الكوادر , ومخالفة بالجملة  للقوانين , وتطبيقه بشكل إنتقائي أحيانا كثيرة , وفوضى الإعلام , وانتهاكات بالجلسات والإستجوابات , خطة تنمية بدون تنمية حقيقية ,  وإيداعات بالملايين , مصروفات الرئيس , الشيكات , ولاتنسى  عدد مرات التكليف وعدد مرات إستجواب الرئيس فى خمس  سنوات ......  


وأيضا لمن لا يعرف معارضتنا أذكره فقط
تتذكرون صفقة داو عندما كان العليم الحدسي وزيراً ,وإستجواب بسبب عدم إرسال قوات وطبع علم بالخطأ على قوطي كلينكس , وتوسط لقتلة ومغتصبين , وواسطات ضد القانون وخصوصاً لمدعى إعاقة وعلاج بالخارج لحالات غير مستحقة , ومنع كتب وشخصيات من زيارة البلاد,  وتخوين بعض طوائف المجتمع ,  ودعم لأحمد الفهد من تحت الطاولة,  ناهيك عن نجاح بعضهم بالفرعيات , ومجمعات مؤجرة على الحكومة بعقود سنوية كريمة, تعدى وتهكم على الخصوم بدون ردع أخلاقي فجور بالخصومة وشخصانية واضحة .

تصرفات غبية
..... ليس كل ما تفعله صحيحاً حتى لو كنت على حق  .... هل تتذكرون موضوع الجويهل عندما ضرب بديوان السعدون  وقتها كسب تعاطف شعبي غير مسبوق ..... النواب عندما ضربوا فى ديوان الحربش أيضا كان الراي العالم المحلي يؤيد ويتعاطف مع النواب بشدة ... والآن وبعد ما شاهدناه من صور ولقطات وكيفية إقتحام القاعة وبهذه الطريقة .... أشعر بأن الكثير سأم من هذا الحال وهذه الطريقة , فالكل يحاول التصيد على الآخر .


معارضة سابقة عمرها 40 عاما

 منذ عام 1965 الى 2005 هي فترة معارضة القوي السياسية الوطنية( ليبرال /إسلاميين/ شيعة/قبائل ) كانت تمثل النسيج كاملاً وليس فئة  معينة .... مرت بالكويت أحداث لاتقاس بما يجري اليوم كانت أقسى وأقوى ..... من تزوير إنتخابات وحل غير دستوري مرتين , وتنقيح  دستور ومجلس وطني لقيط وأزمة إجتماعية إقتصادية إسمها المناخ , ودواوين الإثنين , ومنشورات , وتفجيرات , ودخولنا بحرب مجاوره 8 سنوات بشكل غير مباشر  وغزو  وسرقة الناقلات ... الخ

لم نرى من تلك المعارضة تصرفات وممارسات مانراه اليوم  ... كانوا قدوة ومثال , كانت معارضة بناءة ومسؤولة  قولاً وفعلاً .... إختاروا السكوت أحياناً كثيرة , ليس لأنهم خائفين أو ضعفاء  ولكنهم كانوا يراعون هذا الوطن أكثر من أي شيء آخر .... كانت معارضة  تكاد تخلوا من المصالح والمناقصات والمعاملات المشبوهة ولو بإختلاف نسبي وفارق واضح عن معارضة الوقت الحالي .

صحيح أن هامش الحرية إختلف عن السابق ..... فرئيس الوزراء الآن هو ليس ولي للعهد كما كان الشيخ جابر والشيخ سعد رحمهم الله عندما كانا بمنصب ( ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ) ... ولكنني أجزم بأن لو كان المنصب معزولاً منذ 1965 كانت تصرفات تلك المعارضة هي نفسها ... وبهذا إجابة  لمن يطالب بعودة دمج المنصبين فالعلة بكيفية ممارستنا للمعارضة وليس بدمج المناصب .

حكومات متعاقبة فاسدة منذ أكثر من 40 عام

هذا أسلوب الحكومة منذ 40 عامًاً تقريبًا تضرب فئة دون أخرى , مرة الحضر ومرة الشيعة ومرة القبائل , والتاريخ يشهد , هذه الحكومات المتعاقبة كسرت الوطن ببدع إبتدعتها من أجل كسب الولاء السياسي ,  كالمعاملات والمناقصات وقبلها التجنيس والآن ملايين فى حسابات النواب ومازلنا على هذا الحال , نحن الآن ندفع ضريبة فساد سياسيي إجتماعي إقتصادي  عمره 45 عاما .... يجب أن يقف والحل أعتقد بتعديل الدستور وتطويره . 

معارضة مدعومة داخليا وخارجيا ؟؟

القوي المعارضة تتعرض لتهمة الدعم الداخلي والخارجي وهذه التهمة بدون دليل قاطع ... ممكن بعض التلميحات والتسريبات من هنا وهناك ولكنه ليس دليل يعتد به .

معارضة قد تكون مدعومة داخلياً  عن طريق بعض شخصيات الأسرة الحاكمة وعلي رأسهم أحمد الفهد يليه فهد سالم العلي , فمثلما رئيس الوزراء ناصر المحمد له نوابه وتجاره وأدواته الإعلامية أيضاً هؤلاء لهم بعض الأدوات لإستخدامها ضد خصمهم السياسي وليس الإجتماعي وهو ناصر المحمد فالتنافس هنا سياسياً إقتصادياً  .

وهذا ليس بالأمر الجديد فالصراع بين أبناء الأسرة على مسند الإمارة موجود منذ عشرات السنين وإستخدام ورقة أعضاء مجلس الأمة ورد أكثر من مناسبة وموقف , وأبرزها  قصة الشيخ جابر العلي .

معارضة مدعومة خارجيا ً....  شخصياً لا أعتقد ذلك ... نعم هناك حالة من عدم الرضا اتجاه السياسية الخارجية الكويتية وخصوصاً من جانب المملكة السعودية .....  

بعد ضربة 2 أغسطس 1990 دأبت القيادة السياسية  على مواصلة طريقة التوازن بين القوي الثلاث العراق السعودية وإيران حيث أننا نقع بمثل صعب إقتصادياً وسكانياً وعسكرياً ولابد من علاقة متوازنة بينهم .
 وقد لاتعجب بعض دول الخليج هذه الطريقة , فيتهيئ للبعض بأن المعارضة مدعومة من الخارج الهدف منها تغيير رئيس الوزراء والقدوم بآخر يميل موقفه السياسي إلى تلك الدولة ,  بإختصار نحن دولة مؤسسات ودستور وليس كغيرنا من الدول .

الكويت جزء من ساحة صراع

الصراع الإقليمي ( ديني سياسي ) بين السعودية المتحالفة مع أمريكا وبين إيران ودول الممانعة ... ساحات هذا الصراع لبنان العراق اليمن البحرين وسوريا ومصر والكويت .... فساحة الصراع فى كل دولة تختلف عن الأخرى ... بالكويت يسموننا القوه الناعمة والمقصود منها هي ( الإعلام و السياسية ) وقد ننجر قليلاً هنا وهناك وقد حدث ذلك ... نحن بيدنا نستطيع أن نكون ساحة صراع وبيدنا  أن يكون قرارنا مستقل ... والأفضل عدم دخولنا طرفاً ( مباشر أو غير مباشر ) فى أي نزاع أقليمي .

إنقلاب وشيك للقبائل على آل الصباح

هذا ما يحاول البعض نشره وأعتقد جازماً بأن لا وجود مثل هذه الفكرة ... فقصة غزو فيصل دويش للكويت فى حرب الجهراء إنتهت , ولكن قد يكون السبب فى مثل هذا الشعور عند البعض  بأن أغلب نواب المعارضة هم من القبائل وغالبية مشاركين التجمعات والإعتصامات منهم ....  فالإنطباع العام تشكل بهذه الطريقة وهناك من يهمه تفريق المواطنين من أجل مكاسب يحصل عليها نتيجة هذا ... 

المواجهة الغير مباشرة بين الأمير والنواب
وهنا يوجد تصورين الأول هو طاعة ولي الأمر وهذه خاصة للنواب الإسلامين ... طاعته واجبة وإن جد ظهرك وسرق مالك  ... الخ وليس فقط تعيين رئيس وزراء لاتريده ....   البعض يراها من هذه الزاوية ولو أنني متردد في تحليلها ..... و أتذكر توصيات سمو الأمير بعدم النزول للشارع ... وترك تعيين رئيس الوزراء له وهو حق دستوري أصيل ومطلق له  .... وتخفيف الإحتقان .... وأعطاء الحكومة فرصة ...

الثاني ... هو أن الخلاف ليس مع الأمير بل مع من كلفه الأمير7 مرات ولم يحترم  موقعه من خلال عدم تطبيقه للقانون والدستور وغيرها من نواحى التقصير المتكررة فى إدارة البلاد .... وفي الرأيين تباين كبير ويحتاج الى تفصيل شرعي أنا لا أفقه  فيه .

مواقع وأقلام تشمتت بالحالة الداخلية الكويتية

تابعت مواقع ومدونات وصحف عربية , ما يثير الدهشة هو فرحهم لما جرى وكان البعض يوحى بما يسمي ( الربيع العربي وصل الكويت أخيراً ) ناهيك عن كلمات الشامتين والمحرضين والكذابين .... أقول لكم بإختصار بأننا ككويتيين مشاكلنا فيما بيننا ولادخل لأحد فينا فتفكيرنا بصوت عالي ومسموع   ودولتنا دولة مؤسسات ...

الكويت ولبنان هما الدولتان الوحيدتان اللتان لديهما دستور وبرلمان منتخب أما الباقي  وأخص بالذكر من ( سوريا ومصر والسعودية والأردن والمغرب والعراق ) فأن نظام حكمنا ديمقراطي منذ 50 عاما وليس منذ عام والبعض مازال يكافح من أجل ذلك ....  الحمد لله على نعمائه

ليس مع الحكومة ونوابها ولا مع المعارضة .... محايد أو سلبي

هناك فرق بين محايد وسلبي ومتشائم ..... الموقف المحايد  بحد ذاته موقف قوي عندما تكون بين كفتين مليئة بالفساد  ...الموقف المحايد هي القوة والتوازن فيما يحصل الآن ,  لاأدري هل هم أكثرية أم أقلية وبالمناسبة أنا أحدهم ....  

 لاتلوم المحايد أو الرمادي على موقفه  فما عساه أن يقول أو يفعل ,  كلا ليس مع الحكومة السيئة جدا و ليس مع هذه المعارضة المتناقضة  والمائلة الى المصالح , أسعى الى  طريقة أو حل يكسر فخار الحكومة ونوابها مع فخار المعارضة هل من طريق ثالث ؟؟  وجميعنا مخلصين وحزينين لهذا الوطن , ولكن كل واحد منا طريقة يفكر بها وزاوية ينظر إليها ..... السلوك السلبي يتحول هنا الى موقف إيجابي وقد يكون قوياً لمرحلة قادمة ننتظرها بفارغ الصبر .

ثلاث رسائل ....
الرسالة الأولى لنواب المعارضة ومن يسير معهم

مجلس الأمة وقاعة عبدالله السالم تعتبر من الأموال العامة وحق للمواطنين جميعاً وليس فئة خاصة من المواطنين أو النواب .... إخواني الشباب كونوا مخيرين ولا تكونوا مسيرين , فالمصالح الشخصية والحزبية  لاتخلوا من هذه التحركات , وبعض الشخصيات المعارضة ليس عندها برنامج إنتخابي أو هدف سوى إسقاط الرئيس فقط , ولا يخفى عليكم بأن غلب نواب المعارضة بيوتهم من الزجاج الهش وسهل تكسيره .

كنت أتمنى أن أرى سوراً بشرياً من الشباب حول بوابة قاعة مجلس الأمة يمنعون أي شخص من العبث والدخول الي قاعة عبدالله السالم بدلاً من الدخول ورفع الكراسي وإطلاق الشعارات .... ومن هنا  أوجه تحية للـ 5 آلاف الذين لم يقتحموا مجلس الأمة وظلوا فى ساحة الإرادة  وتركوا 200 شخص يقتحمون المجلس بهذه الهمجية .
عبر عن رأيك بطريقة صحيحة , لاتخسر قضية عادلة بسبب سوء تصرف منك . 

الرسالة الثانية للحكومة غير الرشيدة

ممثلة بالرئيس غير الإصلاحي .... هل يلام الشباب علي ردة الفعل هذه , أرجوكم لماذا لا تقيمون طريقة إدارتكم للبلاد , هل تحترمون القانون والدستور دائماً أم فى بعض المواقع التي تكون لصالحكم , لماذا هذه الإنتقائية فى التعامل , ولماذا زاد الفساد فى آخر 5 سنوات , هل تجرؤون  على المقارنة بما فعلتم وقصرتم به ومافعله الشباب وأيهما أكثر تعدياً على الكويت ......
هل ما يحدث هو نتيجة أم سبب ؟؟

الرسالة الثالثة للمحايدين من أبناء هذا الوطن وأنا منهم

ضده ولايكن تغييره بهذه الطريقة إخواني ونحن ننظر ونتألم لما يحدث , ليس فقط فى هذه الأيام , بل هذه قصة طويلة منذ عشرات السنين وتبادل الأدوار مستمر والصراع على السلطة والمال لاينتهى , لنعمل كل ما بوسعنا للتعبير عن حب وطننا و محاربتنا للفساد ..... فى أعمالنا ووظائفنا وتصرفاتنا فى مدوناتنا وكتاباتنا و تغريداتنا .

ننتظر أقرب فرصة عادلة للتغيير .... نرفع أصواتنا رافضين ما يجري , مخيرين غير مسرين من قبل أحد , أعلم إن هذا الجزء من الحل لا يروق للكثيرين , فالطموح والطاقات أكثر من ذلك بكثير .... ولكن لا نعالج الخطأ بخطأ آخر أكبر منه .