هل الكويت دولة مؤقتة ؟؟

الكويت دولة مؤقتة ( إحتلال  - النفط )

منذ تحرير الكويت من الغزو الصدامي فى عام   1991 وحتى الآن ,  تدير البلد فلسفه عجيبة غريبة لعل الأغلب يلاحظ ذلك  بل يتلمس هذا الشعور من خلال الواقع , وتتلخص هذه الفلسفة  بأن الكويت بلد مؤقت تقع بين 3 دول كبيرة جدا بالمساحة والسكان بالنسبة للكويت , والتحرير إن جاء مرة فلن ينجح مره أخري , فمن المحتمل تعرض الكويت لغزو آخر وليس بالضرورة أن يكون من نفس الغازي , كما إن ليس من الصحيح أن نعتقد بتحرير الكويت مرة أخري فقد تظل الكويت  محتلة  بسبب الإتفاقات والسياسات الدولية وما أكثر تغيرها .

وحتى تاريخ ما قبل النفط تعرضت الكويت لحروب الطامعين لأسباب مختلفة ( معركة الرقة - معركة الجهرا )  تظل الكويت الصغيرة عرضه للتهديد من قبل  الجيران .

نقطة أخري الكويت كانت من أفقر بلاد العالم وليس بها أي موارد أو مصادر معتبرة , إلا أن من الله لهذه الأرض نعمة إكتشاف النفط عليها , وهي طاقة نابضة مضي منها تقريبا أكثر من  النصف .

مماسبق هو نمط من أنماط التفكير لدي شريحة كبيرة من القياديين وأصحاب القرار

وبناءا على هذان  المعطيان  ( تهديد الكويت بغزو آخر أو ضم سلمي  .... وإقتراب نضوب النفط )  تشكلت عندنا عقلية (حاكمة ومحكومة)  منذ 1991 حتى يومنا هذا , هذه العقلية والطريقة  فى إدارة البلد ورثت تفكيرها وطريقة عملها الى الجيل الحالي والصاعد ونقلت عدوي مرضها الى  أعضاء مجلس الأمة والقضاء , بالإضافة الى  معقل هذا التفكير وهو المطبخ الحكومي المتمثل بالوزارات والهيئات والمؤسسات .

خرجت عندنا بعض النتائج  

أولا   دولة ريعية , شعب مترف , لايحب العمل , شعب ناقد , ويبحث عن الراحة دائما , يبحث عن قلة الإنتاج مقابل أعلى الأجور , فالدولة أصبحت كشركة قابضة والموظفون هم الشعب الذين  يتسلمون رواتبهم فى آخر كل شهر .

ثانيا   الحرامية ..... من يستطيع السرقة من أموال هذه الدولة فليفعل حتى لو كان بإتفاقات أو مساومات ...... إن كانت عن طريق مناقصات أو سرقات عينية  مع هروب أو بدونه , أو التلاعب بالعقود  وغيرها من تلك الطرق فالبلد بلد مؤقت وعلى من يستطيع أن يكسب من هذا المال فليفعل  حتى يضمن له ولأولاده حياة كريمة  بالخارج  عن طريق هذا المال .

ثالثا  الخدمات العامة  .... بما إن هذه العقلية ( الكويت بلد مؤقت )  تدير البلد  , إذن  لماذا عمل تنمية وبني تحتية , حتى إذا أردنا  عمل ذلك ( يادوب وبحد المطلوب )  فتراكمت  مشاكل البني التحتية من صحة وتعليم ومنازل وكهرباء وبيئه ومجاري وتلوث وإزدحام .....  الخ  حتى إذا أرادوا عمل شيئ  يكون من النوع الرديئ والتجاري وتفوح منه رائحة التنفيع الحكومي , فالبلد مؤقت وحرام الواحد يشتغل فيها لأنها ماردها بتروح  والنفط بيخلص , خل كل شيئ رخيص ومؤقت ( شغل تجاري وسكة ) ...... مانراه من جامعة الكويت ومستشفيات وأبراج الكويت وموانئ ومحطات كهرباء كلها من نتاج حكومات الستينات والسبعينات وجزء من الثمانينات .

رابعا   أغلقوا الديرة وبطريقة محكمة وجعلوها لاتطاق , فمن أكثر الشعوب سفرا هم الكويتيون , لو 3 أيام عطله يسافرون , والحكومات المتعاقبه بدون أقل مراعاة للوضع السياحي والترفيهي  المحلي , حتى أصبح السؤال الذي يوجه  للكويتيين عندما يذهبون للخارج .... أنتوا إشكثر تسافرون ؟؟ 

قرأت إحصائية قبل فتره مفادها بأن أكثر شعب عربي يسافر هم الكويتيون بمعدل 3 سفرات على الأقل بالعام الفرد الواحد  .

خامسا   خروج الأموال ..... أكثر دولة مصدرة لرأس المال والسيولة هي الكويت , حتى على الصعيد الشعبي أغلب الكويتيين يملكون شقق وأراضي بالخليج ولبنان ومصر وغيرها ..... فالكويت دولة مؤقتة ولاتنفع للإستثمار  فالأوضاع غير مضمونة

هذا جزء مما يحدث قد يختلف معي من يختلف , ولكنها وجهة نظر الكثيرون , كما أن تقرير توني بلير أصاب كبد الحقيقة ومن وجهة نظر فنية ومنطقية , وحتى تصلح الأمور التعيسة التي عمرها ما يقارب 19 سنة تحتاج الى 19 سنة للتعديل والتصليح , هذا بلد  ووطن وجيل تربيه  ( مو تصليح بيت أو سيارة )  هناك محاولات من هنا وهناك ولكنها محاولات خجولة وضعيفة .

 أنا أنتظر المعجزة , المعجزة التي تطبق العدالة وتسحق الروتين , وتقود التمنية والإنتاج , وتقلص نسبة مساهمة النفط بالميزانية الى أقل من 40 %  فمداخيل النفط تشكل حاليا 91 %  , المعجزة التي تجعل الكويتيين يستثمرون أموالهم فى بلدهم بل أموال الخليج والعالم تتدفق على الكويت للإستثمار بها  , المعجزة التي تجعل مطارنا وفنادقنا مزدحمة بالسواح الخليجيين والأجانب والكل متلهف لزيارة الكويت , المعجزة التي تجعل الكويت إحدى أقوى إقتصاديات الشرق الأوسط .

المعجزة التي تجعل الكويت موجوده وقوية حتى بعد نضوب النفط  وفي وجود هؤلاء الجيران الكبار الثلاثة .