2011/02/03

(2) خلك عند كلمتك ياسيد






يوم أمس نشرت هذا البوست , هو رأيي بكل شفافية , بعيدا عن الشخصانية والتهكم , وبحدود الأدب والإحترام وبدون قذف  , وهناك فرق بين إنتقاد تصرفات الشخص وبين الشخص نفسه , فليس لي مع سيد حسين القلاف أي عداوة , كما إن السيد المهري ينتقد بسبب تصرفاته وتصريحاته وأنا من منتقديه  
 السيد محمد خاتمي الرئيس السابق لإيران واجه الكثير من الإنتقادات اللا ذعة  من قبل الراديكاليين وهو سيد ومعمم , سيد عدنان عبدالصمد وسيد يوسف زلزلة هم سادة ولا يقلون مقاما أو إحتراما عن سيد حسين القلاف , ويواجهون الإنتقادات بشكل طبيعي بدون الدخول بمواضيع ثانوية تتعلق بالسادة .


لم أعير أي إهتمام لبعض المعلقين , ولكن كانت بعض الإيميلات تتوعد بالحوبة والتشوير والعقاب الرباني  , وبعضها ذهبت الى موضوع تفسير الآية الكريمة  ( قل لا أسألكم عليه أجرا  إلا المودة في القربى ) , وبعد مراجعة النفس وسؤال أهل العلم والخبرة ومن هم أكبر مني , توصلت الى قناعة وهي إنني لم أفعل خطأ أو أمر معيب , ولا أبحث عن مشجعين ولا مؤيدين ,  هذا رأيي الشخصي وبحدود الأدب والإحترام .



===================================











خلك عند كلمتك يا سيد




الخرافي : القلاف استجاب وثمن رغبات زملائه وقرر التراجع عن الإستقالة .
د زلزلة : نشكر سيد حسين القلاف على استجابته لطلب زملائه بتراجعه عن الإستقالة .


لم أستغرب ولم يفاجئني هذا الخبر لأنه من عوايد السيد القلاف إن كلمته ليست واحدة
قبلها إستقال بمجلس 99 ثم رشح ب2003 , وبخسارته فى 2006 أقسم ب........  بعدم الترشح حتى يبقي العار لمن سعي لإسقاطه , وعاد ورشح ب2008 , ثم أقسم بأنه سيستجوب رئيس الوزراء إذا أسقطت الجنسية عن فلان ثم غض الطرف  , وإذا نجحت أسيل (بشيل نص شواربي)  , والآن تقدم بإستقالة مسببة وثم عدل عن هذه الإستقالة , وقد يطول التسلسل مع السيد مستقبلا .


سأكتب هذا البوست وأنا متجردا من العواطف ومؤمن بمبدأ ( مو كل من  xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx ) وسأسعى بقدر المستطاع أن أبتعد عن التهكم وأكون فى موضع النقد البناء . 



تاريخ سيد حسين القلاف  السياسي مليئ بالتقلبات  والتناقضات والأخطاء والمحاسن , وضعه حساس أكثر من غيره من النواب ,  ومع ذلك لم يراعي  دقة وضعه ووجوده بمجلس الأمة خصوصا فى السنوات الأخيرة .


 فمرة حكومي ومرة أخرى معارض , مرة يكتب بالوطن ومرة يذمها ثم يرجع لها , مرة يستقيل وبعدها يرجع , لاتعجبني طريقته بممارسة العمل السياسي فهو كثير التغير والتلون  , وبالمقابل البعض يعتبره بطلا فوق العادة  وإنتقاده يعتبر من الخطوط الحمراء . 


قبل الشروع بمحاسنه وسيئاته سأستعرض بعد مما شاهدته وعايشته  من تسلسل و تاريخ سيد حسين بالإنتخابات وبإختصار : 


أول مره أشوفه
كان ذلك فى فبراير من  عام 1992  كنت فى أحد المساجد  وبصلاة المغرب   , وإذا بذلك السيد يمسك الميكروفون ويقول بخبر مقتل السيد الشهيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله أثر عملية إغتيال نفذتها إسرائيل , هنا سألت أحد الأشخاص عن إسم هذا السيد فقال لي هو سيد حسين البحراني  , فسألته مجددا هل هو بحريني  , فقال  بل كويتي  , أعجبت فيه من أول نظرة فله أسلوبه القوي والمميز بالخطابة .  


إنتخابات مجلس 1992
نزل فى الدائرة الثامنة ( بيان ومشرف ) , نزوله كان غريبا بسبب لبسه وعمامته , يخبرني أحد الذين عملوا معه بأنهم تعرضوا  لمضايقات كثيره بسبب تعليق صور السيد  بالمنطقة , فكانت هي المرة الأولي لنزول رجل دين باللباس الشرعي , حضرت الندوة الإفتتاحية ولفت نظري الحضور الكبير من إخواني السنة , الجميع كان يريد سماع صوته ولهجته , كانت الإشاعات متداولة بأن هذا الشخص لا يعرف العربية أو سيتكلم بالفارسية , كان حضورا كبيرا .
لم ينجح وخرج بالمركز الثالث بعد تبادل كبير للأصوات بين  د.أحمد الربعي ( رحمه الله ) ود. إسماعيل الشطي , ولعلها من النوادر أن يتفق الليبرالي مع الإسلامي لسبب ما .


كنت بالمرحلة الثانوية وسمعت  أحد زملائي يقول للآخر  ( إشلون مخلين إيراني ينزل  فى بيان ومشرف ؟؟؟؟ ) لم يستوعب الكثيرون نزوله بهذه الطريقة , تمنيت نجاحه حتى يتلاشا مثل هذا الإعتقاد .  




إنتخابات 1996
رشح بدائرة (الدعية والشعب ) وأجريت ضده  إنتخابات فرعية طائفية إستنكرتها أغلب القوى السياسية  , وبسبب خلاف بين عبدالله الرومي و جاسم المضف فاز السيد القلاف بالمركز الأول , الخلاف كان على آلية الإنتخابات الفرعية وليست إقامتها .
كانت هي السابقة الأولي لنجاح رجل دين وباللباس الشرعي  في الإنتخابات التشريعية بالكويت . 




من 1996 حتى 1999
وهي من  أفضل فترات سيد حسين , راقي , الجميع يحترمه حتى خصومه وله وزنه وقدره الكبير , وعمل بإيجابية كبيرة وإستطاع فى فترة قصيرة  أن يجمع حوله الكثير من المؤيدين داخل المجلس وخارجه وإندمج بشكل كبير وملفت مع الجميع ,  كما أنه قرر الدخول في  التكتل الشعبي بجانب أحمد السعدون وسيد عدنان ومسلم البراك ووليد الجري وحسن جوهر .


شهد له الخصوم قبل المؤيدين بإجتهاده وإخلاصه وصعوبة تغيير منطقه ومبدأه .


تقدم لإستجواب وزير الداخلية ( أحمد الخالد ) على خلفية إنتهاك حقوق إنسان وتعذيب وغيره , وقد فعل ذلك قبل حادثة مقتل الميموني ب11 سنة .




إنتخابات 1999
بعد إستجواب الخضاري لوزير الأوقاف وحل المجلس حل دستوري , جرت تبديل تكتيكي بالإنتخابات وهو تحويل ترشيح عبدالمحسن جمال من المنصورية الى الدعية , وتحويل سيد حسين الى دائرة الرميثية للهروب من الفرعية وإقامة تحالف قوي مع د . ناصر صرخوه , وكان تكتيك ناجح , فاز عبدالمحسن جمال بالدعية وبالمركز الأول  وكذلك السيد القلاف بالمركز الأول بالرميثية  وهو مدعوم بقوة من التحالف الإسلامي الوطني فى إنتخابات  (92 و 96 و99 ) , كانت الأصوات المشتركة بينه وبين د. ناصر صرخوه ما يقارب 1100 صوت من إجمالي عدد أصوات السيد البالغة 1700 صوت .   


جلسة إستجواب يوسف الإبراهيم , كانت محطة مهمة لإنحراف خط سيد حسين ( ليس بسبب رأيه بل بالأسلوب والطريقة )  , ثم إستقال من مجلس 99 قبل نهايته  بستة أشهر .


الى هنا كنت مقتنعا بأداء سيد حسين , كنت فخورا به فقط حتى عام 2003  , لم أكن أخشي الدفاع عنه وإعتباره أحد أهم الأعضاء الوطنيين ومثال رائع للوحدة بين الجميع  , حضرت الكثير من ندواته ودعيت الأصدقاء والأهل  بمساندته , كان يحسب للكلمة ألف حساب ويراجع موقفه وتصرفه كثيرا قبل الإقدام عليه , لايمكن لأي  شخص يمسك عليه مستمسكا , لكن بعدها تغير وتغيرت تصرفاته ومن سيئ الى أسوأ .


فى 2003
 نزل الإنتخابات فى دائرة الرميثية من بعد إستقالة , وقد عانا كثيرا  بسبب هذه الإستقالة  وشنت عليه حملة قوية لإسقاطه , وإستخدم سلاح  اللباس الشرعي ولقب السيد   بقوة فى هذه الإنتخابات , ونجح بالمركز الأول , كنت حاضرا بأكثر من ندوة وسمعته بنفسي وهو يثير عاطفة الناس بشكل كبير بلبسه وكلامه والتكليف الشرعي .... الخ



2006
خسر وخرج بالمركز الرابع  , وهنا السيد حسين خبص زياده بسببين
الأول عندما قال جملة ( الكندري ما ينجح بالرميثية وأنا موجود )  , فكانت ردة الفعل قوية .
الثاني بعد النتائج  عندما أقحم موضوع  الصراط  و ... الخ 
 فكان يظن بأن البعض تآمر عليه وأسقطه والحقيقة عكس ذلك , تصرفات سيد حسين هي من أسقطته , وبالتالي العملية هي إنتخابات وعدد اصوات  , ولابد من الإشارة بأن هذه أول إنتخابات تشترك فيها النساء , وكانت حظوظ سيد حسين من أصوات النساء متواضعة للغاية .
بعدها أقسم سيد حسين بعدم النزول وبأنه سيلحق هذا العار على من تآمروا على العمامة وإسقاطها حسب رأيه .




فى اليوم التالي  كنت وبصحبة الأصدقاء نبارك للفائزين من النواب فى مختلف الدوائر , ذهبت الى سيد حسين بمقره وقلت له للتخفيف عنه  : ماعليه سيد ميخالف موتزعل تري كلها إنتخابات فقال لي  أنا مو زعلان علشان الإنتخابات , لكن ماراح أسامح اللي إشتغل لإسقاطي  وأهان العمامة .
كانت الإشاعات والكلام الفاضي تملأ رواد ديوانيته .


2008
أول إنتخابات بنظام الخمس دوائر , كالعادة  نسي سيد حسين قسم الصراط  ووعده   بعدم النزول  , ونجح  بالدائرة الأولي وبالمركز السادس كان متوقعا و طبيعيا , بدون تحالفات أو الدخول بقائمة
بالمقابل خفت حدة الإختلافات بينه وبين بعض التيارات  الأخرى , بسبب أزمة التأبين التي جمعت ووحدت الطائفة وخفت الخصومة  بسبب تعرضهم من قبل البعض فإستغل سيد حسين والجميع لترتيب أوضاع هذا البيت الذي كان متفرقا الى حد ما . 

أرتكب سيد حسين خطأ فادح وكبير , عندما دعا صراحة الى حل مجلس الأمة حلا غير دستوري فى 2008 . 



2009 
ترتيبه كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي  , الثاني وحتى عدد الأصوات 13 ألف  ( أنا ليس منهم ) 
وبإعتقادي هناك سببين
 الأول مرضه فكان  التعاطف كبيرا له  من قبل الناخبين
الثاني إندفاع سيد حسين بقوة تجاه بعض الشخصيات السلفية والظهور بمظهر المدافع القوي والجريء , فالكثير من القضايا تصدى لها سيد حسين بكل جرأة وشجاعة وقوة .


والآن فى 2011
يستقيل سيد حسين من مجلس الأمة بإستقالة مكتوبة ومسببة , ثم يتراجع .




المآخذ على سيد حسين

 الأول  حكوميته الزائدة , فهو حكومي أكثر من وزير الحكومة , ويتباها بذلك لأبعد الحدود , الكثير من النواب الحكوميون يعملون بصمت وهدوء  وليس بطريقة القلاف ,  بمواقف كثيرة دافع السيد عن الحكومة وهي فى حالة شبهة , هدف السيد أن يكون دائما ضد  المعارضة التي تضم الكثير من خصومه حتى لوكانت القضية على حساب الوطن والدستور والقانون  , فقياس السيد يحتاج الى تعديل .


 الثاني هجومه وتهكمه  على زملائه حتى من النواب الشيعة , ولديه طريقة غريبة فى فرض المواقف والآراء على غيره وكأنه السيد الوصي على زملائه حدث ذلك مع د. فاضل صفر ود. حسن جوهر وسيد عدنان ود. عبدالمحسن جمال .
ولم يسلم منه النواب الآخرون ولديه إستعداد فى أي وقت للتشابك والعراك .


 الثالث أنه استغل ولو بشكل جزئي  هذا اللباس الشرعي  للمذهب الشيعي على البسطاء والعوام من الناس فأثار عاطفتهم مرات عدة ,  الشيعة بطبيعتهم عاطفيين جدا , ولو ُتعرض  تصرفاته على xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx حتما سيكون الموضوع مختلفا .   



الرابع  تصريحاته التي هي بمثابة صب الزيت على النار , تحريض , سخرية , مسجات وكلام ليس له داع أبدا   و سجال مستمر , مقابلات تلفزيونية يكثر فيها لغو الحديث والهذيان والضحك بصوت عالي وغيرها من تصرفات السيد غير المقبولة منه بالأخص كونه رجل دين .



 الخامس تصرفاته
عندما ضرب شخص على الدائري الخامس وبالشارع , وكأن الحق يأخذ بهذه الطريقة وهو من المفترض أن يكون القدوة .  
و كما ظهر مؤخرا  بإحتفال لاعبين المنتخب بدورة الخليج الأخيرة ,  وفي ظل أجواء من الصخب (والدنبقة ) ويولع سجارته وأمام التصوير وهو غير مبالي لما يفعله وبدون أي إحترام للباسه الشرعي .




محاسن أو لنقول إيجابيات سيد حسين للمواطنين الشيعة وللكويت

فى السابق بعض المواطنين ممن لم يتعاشرون أو يتجاورون مع المواطنيين الكويتيين الشيعة ,  كانوا يظنون بأن من يلبس هذا اللبس هو إيراني ولا يدركون بأن هذا لبس العلماء , ويعتقدون كذلك بأنه لا يتكلم العربية وبأنه لا يوجد كويتي الجنسية يحمل المادة الأولي يلبس هذا اللبس , سيد حسين له الفضل الكبير فى تغيير بعض هذه الإنطباعات التي كانت موجودة لدى البعض .


البعض يظن بأن من يلبس هذا اللبس لايفقه شيئ سوى المسجد والحسنية , بل بالعكس , طلبة جامعات الحوزة يدرسون المنطق والسياسة والفلسفة واللغة العربية وحتى الإنجليزية والإقتصاد , فكان السيد حسين القلاف يناقش ويقترح ويبدي رأيه  بالقضايا المختلفة وليس فقط الدينية وهو أمر إيجابي جدا .

سيد حسين لا يقوم بالتوسط أو تخليص المعاملات , ولكن وبشهادة الجميع , أي شخص يأتي بمظلمة للسيد يكون السيد بصفه ( حضري شيعي بدوي ,  كويتي أو غير كويتي ) على الرغم من أنه رجل دين شيعي إلا أن المظالم لها نصيب كبير من الإهتمام عنده ,  بغض النظر من هو أمامه والكثير جربوا ذلك  , وهذا أمر إيجابي بحيث إنه سيد شيعي  ويدافع عن الجميع .


لا يخفى على أحد بأن سيد حسين حصل على أصوات الكثير من ( السنة ) خلال فترات ترشحه المختلفة , كانوا يأتون إليه ويعبرون عن تأييده , مما أعطي نوع من التآلف والوحدة   بين أبناء الوطن على الرغم من إختلاف مذاهبهم .

أتذكر كتابة أحد المراسلين السويديين عندما زار برلمان الكويت بالتسعينات وكتب الآتي : دهشت عندما رأيت فى البرلمان الكويتي منظرا نادرا ما تراه فى البلاد العربية وخصوصا بالخليج , فرأيت نائبا بلباس ديني وآخر يلبس بدله ( عبدالله النيباري ) ونواب يلبسون غتر حمراء ( شماغ)  وبيضاء , هذا التنوع الذي لاتراه فى البلاد الأخرى المجاورة للكويت .


دائما سيد حسين يكون محط إهتمام الزوار والصحفيين الأجانب  بمجلس الأمة , مما يشير على حفظ حق الأقليات التي نادرا ما تكون محفوظة لو بشكل نسبي  فى دولة من دول العالم الثالث . 
 




حاليا ..... أعتقد بأن سيد حسين بات عبئا على الطائفة , قدم كل ما عنده وليس عنده شيئ جديد   يقدمه , أتمني أن يلتزم بإستقالته ويرتاح قليلا فوضعه الصحي لا يساعد , وتخبيصه بإزدياد , الى هذا القدر فليكتفي حتى لاتزيد سوء تصرفاته مع مرور الوقت أكثر مما هو عليه  , أنا وغيري الكثيرون نشعر بحرج من تصرفاته , فالكثير يفضل السكوت ليس لأنه من علامات الرضا , بل إحتراما وتقديرا فقط . 


كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا