الثورة وصلت الخليج

البحرين

قتلي وجرحى وإضرابات وتعديلات وزارية ووعود حكومية بالتعديل والتوظيف وإفراج للمعتقلين .
 شعب البحرين ينقسم الى طبقتين الأولي  قريبة للسلطة ولهم المميزات والوظائف , والأخرى تعاني من البطالة وسوء الإعتقال , بإمكان  المراقب العادي  التمييز بين هتيم الطبقين بوضوح .  
وهذا د طارق سويدان يصف ما يجري بالحرين وبكل حيادية الرابط 
لابد من أن نذكر بأن رئيس وزراء البحرين موجود منذ 40 عام ووجوده بهذا المنصب قبل بن على وحسني مبارك والقذافي وعلى عبدالله صالح , وهو من الأسباب الجوهرية فى موضوع أزمة البحرين .

السعودية

دعوات على facebook  للإعتصامات ( ثورة 20 مارس )  , وخروج مظاهرة بالفعل بالمنطقة الشرقية  قبل يومين وأنباء عن إعتقالات  , المطالبة بملكية دستورية فى الرياض وجدة , وحديث خطير للأمير طلال بن عبدالعزيز على bbc , ويدور الحديث بالمملكة حول ولاية العهد , والإقامة الجبرية للأمير بندر بن سلطان ,  وبعد عودة الملك عبدالله من رحلة العلاج , أمر الملك  بمنح وتعديلات ورواتب وقروض  خوفا من تفاقم الوضع .



المطالبات السعودية لها طرفين
 الأول تيار المثقفين والليبراليين الذين يريدون تحقيق مطلب الملكية الدستورية ليكون دور المواطن السعودي أكبر من خلال المؤسسات الدستورية ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق المرأة وحقوق الإنسان .

الطرف الثاني هي حقوق الأقليات (  الشيعة بالأحساء , والإسماعيلية والزيدية بنجران وعسير )


المملكة العربية السعودية من أقوي الأنظمة العربية تماسكا وتأييدا من قبل الشعب السعودي لسببين
 الأول دخول الدين فى المنظومة الحاكمة عن طريق تطبيق الشريعة وهيئة الأمر بالمعروف وإعتبار الدين هو الأساس فى أغلب أمور الحياة , وهنا نشير بالتناقض الكبير فلاوجود أساسا  للملكية بالإسلام . 
والثاني تحالف العائلة الحاكمة مع جميع القبائل فكسبت الولاء منهم , والقبائل هم أساس الإستقرار بمنطقة نجد والحجاز وبدونهم لاتستطيع بسط السيطرة على هذه الأرض  , وهذا السببان يكفيان لإستمرار  الدولة السعودية قوية , إلا إذا تخلي أحد السببين عن تأييد الدولة .

عمان

 مظاهرة و6 قتلي والجيش ينزل الى محافظة صحار , والسلطان يأمر بتوظيف 50 ألف عاطل على العمل وتشكيل لجنة للمتابعة . 

الإمارات

أحد خطباء المساجد بمدينة خور فكان , فى خطبة الجمعة مدح وأثني على الثوار المصريين لإنتصارهم , وبعدها أخذ للإعتقال وبظروف غامضة .

الكويت
وهنا الطريقة والأسلوب تختلف عن باقي دول الخليج فهي من أكثر الدول الخليجية ديمقراطية وحرية , فالمطالبات تكون عادة بالبرلمان وبالصحافة وبالإعلام , ولعل بيان التكتل الشعبي والتنمية والإصلاح  وتصاريح بعض النواب تطالب بتغيير رئيس الوزراء فى الإعتصام الكبير يوم 8 مارس الحالي , قبلها شهدنا صرخات البدون التي تطالب بالحقوق المدنية وتعديل أوضاعهم .

لعلها البدايات , ومن مصر وتونس وليبيا القوة وبنفس الأسلوب الذي إتبع , الشباب والأنترنت والمطالبة بالإصلاحات ومزيدا من الحريات , ولكن الإختلاف كبير وواضح بين الجمهوريات العربية , وبين دول الخليج التي تتسم بطابع عشائري قبلي وذات وفرة مالية كبيرة فهي دول نفطية , ولاتعاني من مشاكل إقتصادية كبيرة كما الدول العربية الأخرى , فالمطالبات غالبيتها تتجه نحو الحريات والحقوق والدستور والحكم .

السؤال المطروح , لماذا تتم التعديلات والوعود بعد ظهور الإحتجاجات وليس قبلها ؟؟؟

الشيخة أو الملوك أو الأمراء بالخليج تختلف طريقة حكمهم عن الممالك الأخرى  مثل الدانمرك وهولندا وبريطانيا والسويد , ففي تلك الدول المتحضرة  الأمراء والممالك يملكون ولا يحكمون , وأفراد الأسرة الحاكمة متساوون بالحقوق والواجبات مع باقي أفراد الشعب , حالهم كحال غيرهم  , أما بالخليج الشيخ منذ صغره  تربي  بأن لا يخالفه أحد , وهو محاط ببطانة مؤيدة له فى الصحيح والخاطئ , ولا يوجد نهج أو قانون واضح لطريقة حكمهم وصلاحياتهم .


وتسمع بالكثير من القصص منها شراء إسطبل بأستراليا بمبلغ 4 مليارات دولار  لأن الحاكم الخليجي الفلاني يحب الخيول , وآخر يشتري إسم ملعب الأرسنال بمبلغ خيالي لأنه يحب هذا النادي , وسمعت بمدخول 10% للعائلة الحاكمة فى أحد الدول الخليجية , وحاكم لأنه يحب السيارات الكلاسيكية يقوم بضم النادي لميزانية ديوانه , والكثير من قصص التعدي على أموال المواطنين .  

من متابعتي لما يجري بالخليج , أري بتحركات متواضعة وبسيطة هنا وهناك من أجل مزيدا من الحريات وإحترام الأقليات وحقوق المرأة و الإنسان والمتهمين , ولعها بوادر خير , لا أريد جعل الكويت مضرب مثل , ولكننا سبقنا الخليج بموضوع الدستور والقانون والحريات , ولعل الكويت الأفضل مقارنة بالباقي . 

هنا نأتي لسؤال آخر هل الشعوب بالخليج جاهزة للديمقراطية ولمزيد من الحريات وصلاحيات الحكم  , أم الوضع الحالي أفضل بالنسبة لهم ؟؟

الموقف الغربي متباين وعلى رأسهم أمريكا , فالمخاوف الثلاثة هي 
الأول  أن تكون اليمن أو السعودية الملاذ الجديد لطالبان أو القاعدة 
الثاني  الخوف من  تغلغل النفوذ الإيراني بما يسمي ( تصدير الثورة ) 
الثالث   سبب إقتصادي وهو إستقرار أسعار النفط  
 ولذلك تلاحظ التصريحات الأمريكية تحوي على نوع من الدعم والتأييد للحكومات الخليجية عن طريق المطالبة  بإصلاحات سياسية وإقتصادية لشعوب الخليج .


عموما الخليجيون لا يريدون تغيير النظام  بقدر ما يطمحون الى مزيدا من الحريات ودورهم فى بناء وطنهم عن طريق المؤسسات و إحترام حقوق الإنسان ( البدون نظام الكفيل معاملة الخدم المعتقلين السياسيين , حقوق المرأة , إقرار النظم الدستورية , المحاسبة , المساواة بين أبناء الأسر الحاكمة والمواطنيين , وحقوق الأقليات وغيرها الكثير الكثير   )  حان الوقت لتحترم  دول الخليج شعوبها , فالمواطنيين  الخليجيين  شركاء  بالحكم والمال العام .